ولما كانوا يفرحوا ؟ يحكولى .. ولما كانوا يزعلوا يشكولى ويطلبونى ف أى وقت وميعاد .. احكى لهم الحكايات ...
المغنى : كان بيتى اسمه منزل الأزهار وعمر بابه.. ما اتقفل على حد .. وفى يوم مع الصبح قادت فى الجميع النار . فى الشرفة . فى الشبابيك فى زهرة الراهب ..
المغنى: فى الكراسات فى الكتب فى الناس. وفى الأشعار شرع البارود والرصاص شرع البرابرة قتالين الشعرا والأطفال خدام مقام الرأسمال الرب.. فين ما تولوا وجهكم للغرب من كفكم تتفجر الأهوال ...
المغنى: وسال فى كل الشوارع .. ع الصبح دم العيال ... سلسال وسال ببساطة وكانه دم العيال.... وبتسألون فين غناوى الحب اللى وعدت الحلوة بيها زمان .. طب يعمل إيه شاعر مغنى وأب .. سال دم أطفاله على الرصفان .. كان بيتى اسمه منزل الأزهار وجم الكلاب اللى تكره ضحكه الأطفال وحشية فى توب جنرالات مسعورة داست الكلاب والولاد.. والشرفة والحكايات .. ودهست اللبن الحليب والشعر .. وهرست البندورة والأفكار .. رقصت على الدم نشوانه ومنصوره .. فرحانة سجنت حروف الشعر .. والثوار...
(المنزل على شاطئ المحيط .. وكلمات التحية الأخيرة للشاعر المسبحى وسط مكتبته المحطمة)
المغنى: وبتسألونى فين غناوى الحب .. اللى وعدت الحلوة بيها زمان . طب يعمل إيه شاعر مغنى وأب .. كانت فى أحلام بلاده كافة الأوطان ..!
(الأصوات المتعددة فى البد الواحد تعود مرة أخرى إلى التشكيل الأول ذى الأبعاد الثلاثة)
باحب بلدى ينتياجو ف شيلى وباعشق الحى القديم فى اثينا .. واحب اتخيل فى ليل القدس طعم المدينة القديمة واحلم بشارع بواكى فى جنوب طهران على الشمال منه دهليز رطب فيه رونيو واتمنى اشوف السوق فى جاكارتا ز. حين يصبحوا الصبح يوماتى يلقوا المنشورات ع الحيطان واتمنى أجيب من يافا صورة العدرا ومن فينيسيا اشترى بيكاسو ..
واقعد على القهوة فى باريس .. واتصور واناقش الطلبة ف شئون الكون وارجع لمدريد اغنى غنوة الأنصار واسمع لكونشرتو الكمان فى فيينا واكل فى دلهى الكارى .. والأناناس .. واتمشى فى الخرطوم فى ليل قمرى وباصبيه .. سهرية العود.. تحكى لى عن محجوب ..
واسهر لحد الصبح فى الأزهر .. واركب خيول الرياح فى الغرب من كلورادو واتوه فى أفريقيا فى قرى مجهولة طبول زنوجها داقت الحرية واطلع جبل فى بوليفيا طلعة جيفارا كان ياما نفسى ياما كان نفسى حاجات كتير .. رحلات كتير .. اشعار لكن أنا ممنوع من التجوال ... على كل بوابة جنرال بالحديد والنار يمنع خروج الشعرا وبيشنق الأشعار...
المغنى: وف كل أرض قتيل وكل مدينة كان صاحبى يا إما راقد فى حفره يا إما فى السجن أو فى المنفى بيستنى فراش النار .. ودى حقيقة السبب فى إنى ما قدرتش اشاركو طبق الرز والحرية فى فيتنام ولا اغنى اغانى لوركا فى لشبونة ..
ولا اهدى موال محبة .. لطفل وادى النيل ... موسم حصادنا السنة دى .. كان يخيل وعويل .. وسنتنا كانت مريره .. وأمر منها حقيقة انى صرت قتيل ..!
المغنى: بابلونيرودا .. افجر لسه بعيد بعيد .. اسبانيا فى ايدين العبيد وإيران اسيرة فى الحديد واندونيسيا الأم فى الغابات حزينة....
(يشرق وجه الشهيد ويقوم ممتلئا بشهوة إعادة الاكتشاف وإعادة التكوين...)
وعشان كده ... مش ح استقيل .. وف لحظة الرؤية الأخيرة باعلن بإنى دفاع عن الوطن الجريح واقف اموت .. رافع فى أيدى مدفعى وسيفى الضعيف .. يمكن مع النفس الأخير اقدر بموتى ودمى اقيد نجمة ف سما ليلنا الطويل ... توعد عيالك تانى يا وطنى الفقير .. بالحلم بكره يدق متحفى على أبواب البيوت ..!!
المغنى: يا نص لتر من اللبن ع الصبح للطفل الفقير يا نص غنيوه ورغيف يا نص شبر من الوطن .. يا نص بيت .. يا نص كلمة حب لجل الأمهات الشقيانات .. الحلم مات .. الليندى مات .. فيرودا مات ..
تصفر اكاليل الخيانة فوق رؤوس الجنرالات الموت بيزحف فى الحارات .. يحرش غناوى الشغالين يقطع ايدين الفنانين يقتل غناوى الأمهات..
المغنى: الليندى مات .. والمسئولين ... لسو حرير القفازات عقدوا رباط الببيونات.. واتبادلوا نحب المقتولين ...
المغنى: الدم طافح فى الكاسات.. الدم قاطع فى العجين بيلالى جمره ع الكابات .. يصفر عار فوق الجبين الليندى مات .. مين بعده مين .. مين بعده مين ؟!!
(على قدر حزن لحظة الصلب تكون صحوة القيامة)