الشيوعيون بابلونيرودا

, نحن الذين نفخنا , في الصخر
, في الحديد , في الإنضبات الصارم
, واصلنا الحياة بالحب وحده
, و الكل يعرف بأناَ نزفنا دما
, حينما شوهت النجمة
, على يد قمر الخسوف الجهم
. الآن سترون من نحن و فيم نفكر
. الآن سترون من نحن و فيم نفكر
, نحن فضة الأرض النقية
, معدن الإنسان الحق
, نجسد حراك البحر الدائب
. دعم كل الآمال
. و لحظة في الظلام لا تسلبنا النظر
. و دونما عذاب سنلقى حتفنا

النشيد الفقير عن بابلو نيرودا

النشيد الفقير عن بابلو نيرودا

النشيد الفقير
عن بابلو نيرودا

(الإنسان والاداة والطبيعة ... النار والماء والأرض ولحظة التكوين المستمر وديمومة التطور حيث تمتزج العناصر ويحتدم الصراع من أجل الرغيف والزهرة.. والأغنية....)
كورس (1): يا بحر احنا الغلابة مين احنا غير صيادين نهشت حياتنا الديابة والجوع مدار السنين وجمعتنا العواصف وغربة الزنازين..
الصوت الأول: يا بحر حامك علينا .. وكن موجك وهاود داحنا فقارى الموانى رحالة نرحل .. نعاود نحلم بسمك الأمانى فى يوم حيملى بيوتنا ما نجوعش يا بحر تانى
كورس (2): يا أرض احنا الغلابة مين احنا غير فلاحين نهشت حياتنا الديابة والجوع مدار السنين وجمعتنا الفصول والغربة فى الزنازين ...
الصوت الثانى: يا ارض حنى علينا واملى بخيرك ايدينا داحنا يا ارض فقارى ياما شفنا ياما وقاسينا فى قلب طينك اسارى نحلم بقمح الأمانى لقمة ولادنا وقتها ما نجوعشى يا أرضى تانى.
كورس (3): يا صلب احنا الغلابة مين احنا غير عمال مصت دمانا اديابة اجيال ورا أجيال جمعتنا سخرة الورادى والموتة ع السقال ...
الصوت الثالث : يا صلب اعطف علينا وبلاش تداور تلاوى يا صلب يا بو المهابة قول للمواتير تطاوع داحنا يا صلب فقارى ما بين تروسها اسارى يا صلب يا خيال ملكنا سر المهارة نشق صدر المحال
صوت (1): ساعدنا يا بحر البحور يا خضر ..ساعدنا نكشح غيوم الجوع وبؤس الناس ..
صوت (2): ساعدينا يا أرض يا خضرا خدى بايدينا ... ساعدينا نقتل صريخ الجوع وضعف الناس
صوت (3): ساعدنا يا صلب الحديد يا اسمر ساعدنا نطرد دخان الجوع وجهل الناس
كورش: جايين عشان قدرتك تملانا بالقدرة اعطينا من خيرك الخفى اللى ماله حدود جايين قلوبنا عشم .. وما فيش لنا غيرك..
صوت (3): يا صلب يا إنسان ..
صوت (2) : يا أرض يا أم الخير
صوت (1) : يا بحر .. يا حنان ..
كورس: جايين محبة وخير وخبنا فيضان هادر مالهش حدود وحضننا مفرود جايين وصية ابهات وجدود
(أصوات من البعد الأول)
: يابحر ياحنان .. ناسيين أساطيل طويتها واغنيات بكيتها .. زناسيين مراكب فقيرة اخذتها وخفيتها ناسيين ولادنا اللى جولك من قديم لا زمان توهها يا بحر فى بحورك .. ولا رديتها ..
كور: جايين محبة وخير وحبنا فيضان هادر مالهش حدود وحضننا مفرود جايين وصية ابهات وجدود
(أصوات من البعد الثانى)
يا ارض يا ام الخير ناسيين تراحيل طويلة ف شراقى الويل دفنتيها وبنات عذارى .. بكارى .. فى عز العمر رميتيها على الأسوار ونسيتيها ناسيين صخور الملح والصوان ناسيين كرابيج هو أن السخرة .. جمر النار .. وعيال دبحتيها .. جوع .. يا أرض بلا رحمة..
وعيال فى غيم المطر والنار هملتيها ..
كورس: جايين محبة وخير وحبنا فيضان هادر مالهش حدود وحضنا مفرود جايين وصية ابهات وجدود
(أصوات من البعد الثالث)
يا صلب يا إنسان .. ناسيين ورادى بحالها طحنها سخرة ورجال عفية ف صحارى الفحم كلها الدود ناسيين غبار المعدن القتال وطعم الزيبق .. ناسيين بيوت الصفيح اللى انت طارحها عشش واحجار وعيال صغار جرحها حقد طاحونك الدوار ..
كورس: جايين وصية ابهات وجدود وحضننا مفرود وحبنا فيضان هادر مالهش حدود ..
صوت (1): يا بحر يا حنان جايين وناسيين قساك وقلوبنا تنبض عشم وما فيش لنا غيرك ..
صوت (1): يا ريت يا بحر البحو تنسى كمان انت اوهام غرورك وعزة نفسك الكدابة يا بحر يا أبو الغلابة وتحن تعطف علينا مرة وحيدة وللأبد تعطينا سمكة صغيرة .. صغيرة لكل طفل صغير ..
كورس جايين وصية ابهات وجدود وحضننا مفرود وحبنا فيضان .. هادر مالهش حدود
صوت (3): يا ارض يا أم الخير .. جايين وناسيين قساك. وقلوبنا تنبض عشم .. وما فيش لنا .. غيرك.
صوت (2): ياريتك انتى كمان .. يا أرضنا تنسى .. شحك وقلة عطا كى وكتر ما بتقسى وتحنى مرة علينا مرة وحيدة وللأبد تعطينا حفنة سنابل قمح يوماتى لكل طفل صغير
كورس: جايين وصية أبهات وجدود وحضننا مفرود وحبنا فيضان هادر مالهش حدود
صوت (3): يا صلب يا إنسان . جايين وناسيين عنادك ..وقلوب تنبض عشم وما فيش لنا غيرك..
كورس (3): ياريتك انت كما يا صلب يوم تنسى شرع الأذية وشهوة استبدادك . وتراعى عشق ولادك .. ولكل طفل يوماتى ع الصبحية تعطيه امل يرجع ابوه ضاحك من الوردية بالأغنيات .. والقلم .. يتهجى سر كتابك ..
(أصوات من البعد الأول)
وبعدها يا بحر هربد وعربد من الرياح وارمح وبعدها تقدر على قد ما حزنا معاك تفرح جميع فقارى الأرض حبينك .. وشاكرينك وعلى جميع الشطوط فى الفجر حيجولك وحيفردوا الشبكة على صدرك وحيصلوا وف زرقتك يتغرلوا …… يتلو ..
كورس: ويحبوا على إيدك ياجد الكون ... ويقولوا يا أولاد اتانا جدنا اطليب من بعد طول العذاب والقهر والحرمان .. علشان يوزع علينا بالسماح . .اسماكه ..
(اصوات من البعد الثانى)
وبعدها اتزينى يا أرض على كيفك عيشى ربيعك . .خريفك ..ضمى براريك غاباتك واحضنى ريفيك وعبى من عرق الرجال وارمحى يا أرضنا وافرحى اتزينى واطرحى جميع فقارى الأرض حبيتك وشا كرينك .. وعلى جميع الجسور فى الفجر حيجولك وحيفردوا الحضن فوق صدرك وحيصلوا وف خضترك يتغزلوا يتملوا
كورس: ويحبوا على ايدك يا أم الكون ويقولوا جتنا امنا الوهابه من بعد حزن الليالى الفاجرة والقلابة تدى الولاد الغلابة لكل واحد كفايته من حفان القمح ..
(اصوات من البعد الثالث)
وبعدها يا صلب يا إنسان .. مد المداخن تسبق المسافات خللى دخانها يطارد فى الغابات الطير خللى الحديد العنيد المفترى يطرح ويهز صمت البرارى القفر بالصفافير . .ويجرح السماوات ..
اسكر بعرق الرجال الشغالين وافرح جميع فقارى الأرض حبينك وشاكرينك .. وعلى جميع السكك يا صلب حيجولك على بواباتك يدقوا بزندهم تفتح ..
وحيفردوا حضنهم للشمس ويصلوا وف ملمسك يتغزلوا يتملوا
كورس: ويحبوا على ايدك يا ولد الناس ويقولوا جانا اخونا مالى ايديه من بعد صهد الغضب جاى والحنان فى عينيه يعطى ولادنا فى الصباح العاطر لكل طفل ابتسامة .. ومريلة وكراس..
صوت (3): لكن إذا ما كنت حتعاند
صوت (1): اياك يا بحر اياك...
صوت (2): اياك يا ارض اياك
صوت (3): اياك يا صلب اياك ..
كورس: لو كنت مش حتهاود وتظل تحدف وتملى بيوتنا بالنفايات وبالأشواك ...
صوت (1): اياك يا بحر اياك لابد ما حنعاود ..
كورس: نركب ضهور العاصفة ونجيلك ويا برح يا ويلك لما حنفتل عروقنا حبال تروض خيلك وبالحديد والنار نشل ايديك ونغوص فى قلبك واحنا بنغنى لكل ننزع بقوة من جناين جوفك اللولى واللقمة ونرعب خوفك ونجمع الأسماك اللى وعدنا الطفل بها يوماتى لما يوافينا صبحنا الآتى مع دورة الأفلاك ...
صوت (2): اياك يا ارض اياك لابد حنعاود ..
كورس: نركب رياح المواسم تانى ونجيلك وساعتها يا ويلك بكفوف إيدينا سوا نروض شرود خيلك وبالحديد والنار حنشق حيضانك ونغوص فى طينة غيطانك واحنا بنغنى اصعب مواويلك لجلن ما ننزع منك اللقمة ورغيف القمح ونص لتر اللبن والسنبلة الدهبية اللى وعدنا الطفل بيها يوماتى .. لما يوافينا صبحنا الآتى مع دورة الافلاك ..
صوت (3): اياك يا صلب اياك لابد ما حنعاود
كورس: وانت عارفناكفوفنا ما العدو خالقاك لولانا ما كان دخانك صلى فى سماواك ولا كنت رب المدن ولا حد كان سماك لا يمها يا صلب داحنا لا بد حنعاود فكسر حدود الزمن يا صلب ونجيلك ويجلدنا المهرى فى شحم المكن والزيت حنهد حيلك .ز نفك عنك حصار الجوع نشل إيديك ونخوض بحار المعدن المصهور نغنى لك ... أصعب مواويلك .. لجلن ما ننزع من كفوف الموت ضل الأمان .. والقوت. .ولعبة الأطفال اللى وعدنا الطفل بيها يوماتى لما يوافينا صبحنا الآتى مع دورة الأفلاك ..
صوت (1): بس انت صبرك علينا فيه لينا تار بحر مع أعادينا
صوت (2): فيه لينا تار يا أرض مع أعادينا .. اللى يمصوا دمنا ودماك ..
صوت (3): وبيسلبوك يا صلب عز قواك ..
صوت (2): وبيحرموك يا ارض عز قواك ومغربينا معاك ..
صوت (1): وبيسرقوك يا بحر يا سماك .... صبرك يا بحر يا حنان ..
صوت (2) يا أرض يا أم الخير ..
صوت (3): صبرك علينا يا صلب يا إنسان.. البندقية الوقتى شاغلة ايدينا .. صابرة المطارق علينا ..
صوت (2): صابرة المحاريت علينا
صوت (1): صابرة علينا الشباك ..
كورس: وما هى إلا دورة الإفلاك أول ما نهى أمور الحرب مع أعادينا حنبت فى أمور السلام وياك ..
(كورس أصوات الأبعاد الثلاثة)
ويا بحر ما احناش غلابة مع أننا صيادين .. وفلاحين شغالين نهشت حياتنا الديابة .. يا صلب طول السنين وجمعتنا العواصف والغربة فى الزنازين .. وندهنا هوج العواطف ابدين تساعد ابدين ... نحفر سويا الخنادق .. ونشيل سويا البنادق علشان فى حرية نقدر نغزل سويا الشبك ونكتف الأعاصير ونجهز المحاريت يا أرض يا أم الخير .. وبالمحبة نسخر برق الرعود والعناصر .. علشان ولادنا تلاقى سمك الأمانى .. يوماتى والسنبلة الدهبية لما نفجر صبحنا الآتى .. بالعدل .. والحرية ..
الجزء الأول
"انهم منتصبون وسط البارود انه منتصبون فى حقول القمح"
(الأبعاد الثلاثة تتحول وتمتزج فى بعد واحد متعدد الأصوات)
المغنى: بابلونيرودا ....
: كانت كلماتك رجاله خلقتنى وخليتنى اغنى معاك الفرحة سنين .. وسنين .. وانفس اسمك وشم ف قلبى ..وارسم صورتك فوق منديلى واتدفى بشعرك فى الزنازين واشرق بالدمع .. وبالأشعار واحس بطعم الدم ف حلقى حين اتذكر شيلى ..
(بيوت مهدمة وعيونمقهورة واقدام عسكر وكتب محترقة..)
المغنى: بابلونيرودا .. ريح الخيانة طفت للشعب قنديله والكل راضى بعذابه راضى بقليله ..
المغنى: وانا ح انعى مين النهاردة... واشكى حزنى لمين ؟.. ومين على صدره بعدك ابكى واحكى له؟
(أصوات جيتارات فى المدى البعيد ومحاريت فقيرة تستيقظ فى عمق الأرض ..)
لكن البيوت الفقيرة نفس البيوت الطين.والناس فى ليل الأسى بيخضروا البساتين.. يزهر الجرح مثل التوت فى برمودة .. يفكر الفلاحين فى الموسم النيلى ...
المغنى: فكرنى يا صاحبى ..
(تظهر صورة فيكتور هارا..)
الشعب له فى المواسم له فى البدار والحصيدة علمنى يا صاحبى ..
المغنى : الشعب له عوده كلمنى يا صابحى
المغنى: بابلونيرودا .. بابلونيرودا ...
(يخضر صوت الشاعر وتتجسد صورته كوالد قديم)
ايه معنى انك تكون الشعر والشاعر ... أن لم تكون انت أبو ولادك وابن ابوك .. ! ولا معنى انك توافى صحبة الشعرا .. أن لم يكون نبض قلبك حلم م الماضى .. وذكرى ازلية ترحل فى عروق بكره .. ولا معنى أنك تغنى الشعر يا شاعى أن لم تكون انت معنى وجدودك انتظروك ..
المغنى مين انت يا شاعر ؟!! أنا ابن ناس من صخور الأرض معدنها صبحوا ظلال الشجر والغابة والطحلب ولمعة التلج صاروا .. وسلسل الميه .. وصلابة الشوك .. وشهد الحب .. ومراره .. وشهوة البذرة فى البرية وحنينها لزهرة النار تفجر بالحياة طينها .. وتهز صباره يرمى النخيل تمره يحلا قلب جماره ويخلف الشعب أشعاره .. وثواره ولا معنى انك تغنى الشعر يا شاعر .. أن لم تكون انت معنى وجدودك انتظروك ..
المغنى: بابلونيرودا
(يمتزج الشاعر بالآخرين ويتكلم بلسان الجميع)
ماكانش فوق رأس جدودى خوذة ريش ونحاس .. ولا كانوا بيناموا فوق عرش الحرير والورد ولا كانوا حجاب على أبواب لها حراس .. بيخنقوا بالبكا حتى ابتسامة الوعد ويعجنوا التبر للكهنة بدم الناس تعلا المعابد قبور حجرية الإحساس تزهى بزيف المجد ..
المغنى: مين انت يا شاعر ؟!! جدودى شغيلة ومن رحم الزمان الأزلى يتولدوا وف غيم وعود الزمان الأبدى منتظرين جدودى شجرة وصخرة ..
المغنى : جدودى نبض الطين .. بيوهب الأرض قدرتها على الخضرة ويعطى للدنيا قدرتها على الإكثار والحلم بالمستقبل جدودى مش وهم لكن سنبلة ومنجل يشر شقا العمر .. وبيطرح عرق وعجين ..
(لحظة الميلاد تنبثق من رحم الأسطورة القديمة)
الجد الأول كان الشجرة الحمر اللى بتحلم بوعود البرق .. وبتكبر مع ضحكات الأطفال .. والجد الثانى ؟؟ كان جدى الثانى عروق الصلب نالخام .. النايم غافى ومتخفى وبيحلم متشوق يسمح دقة خطوات العمال والجد الثالث ؟؟ الثالث هبة ريح الشرق اللى بترحل بقلوع الصيادين الفقرا جنوب وشمال والرابع هلب البحاره حبال العتال والخامس متقاب الحجارة والسادس منشار النجارين لحن الموال الجد السابع؟؟ السابع ؟ كان سيف الفرسان الرعيان الشارب دم الطاغى العاتى فى ليل الغزو.. وعصر الأهوال ..
المغنى: من صلبه نفضى خلقنى .. سمانى باسمى تحت الشجرة الأروكانية الحمرا ساعة ما قطعنا رقبة (فالديفيا) المختال وكسرنا بدمه اللى ف لون الرمان .. وبكل خشوع .. قدمنا قلبه قربان لجدور الطين .. هاجت بالشهوة الربانية الريح نبضت بالفرحة عروق الأطفال وف بطن الأرض اللى بتشهق بالروح البشرية اتولدت شيلى الأزلية الابدية لبلابة فوق بوابة العالم واخضرت فيها غنيوة الشمس الدم .. الحرية والإنسان وف رعد طلق الميلاد تمت شريعة الأرض .. جدودى كانوا المكان .. والاحتمال .. والوعد اللى خلقنى وروى بالدم مواويلى جدودى نبض الزمان .. شبق الرياح والرعد .. هوج العواصف بتنعس ع الشطوط .. شيلى ....شيلى
(تهبط شيلى من غيم الاسطورة إلى وضوح الحقيقة .. بشرا واغنية...)
المغنى: شيلى ..... شيلى ......
المغنى: باكتب أنا لأرض ما جفت ندى ولا دم باكتب لأرض ف جنوب لأرض بكرية ندرية بالزهر لسه ف أول الأزمان .. باكتب لصخر الشطوط ولزهرة البراكين لجبال عفية خفية متبته فى الطين لبيوت فقيرة بتصوى بأبسط الأحلام يا كتب لوديان بلا عد مرعى للنهار والليل لسهول بلا حد مجهولة بلا أسماء بيرعشها صهيل الخيل .. وشهوة البعث فى نبض الرعود والبرق با كتب أنا لأرض لسه فى المخاض والطلق توج فيها الحياة .. فى الصخر فى الضل فى الماء العجوز فى الطين .. تعلم الإنسان .. يشهد يشاهد بعين الطفل والشاعر ما بين البدء والآخر فى كل لحظة بيبدأ من جديد الخلق .. وف كل لحظة بتشقه آهة التكوين ...
(الشاعر برعم إنسان يتفتح فى الغابة)
المغنى: وعب واشرت يا شاعر خضرة النباتات وعب واشرب وسافر واعشق المسافات فى صهد شمس المراعى وف هدير الماء وارحل وهاجر فى الألف والباء .. ورطوبة الغابات فى غربة الأغنيات فى طفولة الأيام .. وعب واشرب وسافر صاحب المسافات واسكر بخمر الألم والحب والفرقة اسكر بليل الفراق والوجد والأحزان ..وعب واشرب يا شاعر من اشتعال الوتر فى وحشة الأحراش من ابتهال البرارى للمطر والغيم من العرق والدخان والثلج والمجهول من الفة العشة للاسطورة والبركان صاحب حديث العجايز امهات الليل وعب واشرب يا شاعر من هدوء لاحواش صاحب شقا الإنسان .. اشرب يا شاعر وواصل رحلة الأجداد
المغنى: قال الولد للتراب اعطينى قلب وصوت قال الوطن للولد خطى خطى حدود الموت وغنى شوق للحياة فى الجوع تلاقينى قوت ومنين ما ترحل تشوفنى .. فى الغربة حضنى بيوت ..
(رحلة الصبا وسط العرق والآلات وخيال الولد المثقل بهموم الواقع الغارق فى الدخان والشعر وموسيقى البؤس والمطر)
ومن محطة لمحطة شالتنى ايامى فوق الخطوط الحديد ما بين قمم وكهوف وقصور فقيرة من الخشب الطرى الفواح وبيوت وحدة ما تعرفشى ارتعاش الخوف صديقة للطير الغريب .. للوحش ومعطرة الساحة باللبن الخمير والفحم ونسيم عفى ورياح تعشق دريس البرارى وزهرة التفاح .. تحضن صبايا النخيل .. جسدى الهزيل يرتاح .. تسرى فى دمى الغابات والبحر والوديان .. وجبال ما شمتش لسه ريحة الإنسان ...المغنى بابلونيرودا
صوتك على موج البحور لقلوبنا سارى زى ابتسامة الطفل فى القلب اليسارى
صفارة القطر تنده أبويا .. تندهنى .. يا هلترى يابا فين راح تاخدك الصفافير باحب ريحة البحر حين يدخل معاك البيت واعشق تراب الفحم فوق اكتافك . وريحة الدخان وطعم الزيت كل القطورة ركبتها فى كفوفك .. كل الموانى زرتها فى عينيك كل الفصول السنين كل الرجال السواقين والدريسة الحطابين النشارين والحجارين فى ايديك وعلى لسانك سمعت جميع غناوى الناس.
المغنى: صوتك على موج البحور لقلوبنا سارى زى ابتسامة الطفل فى القلب اليسارى وويا صوتك فى قلبى الصفارات والريح وآهة الالم اللى ما تتحد
المغنى: ورعشة الفلاحات م الفقر والتباريح والجوع ما يرحمش حد
المغنى: ويجعلك يابا تشفى العمر وتهاتى .. كما جميع الرجال الشقيانين أبهاتى كما جميع الولاد الفقرا .. والمجاريح ..
(وما بين لحظات الراحة وساعات العمل .. يجدد الشاعر والشقى معا عهد الاستمرار ...)
كورس: غنى وسمعنا للأصل رجعنا يا صاحب الموال غنى وجمعنا ..
المغنى: ع اللقمة كان دوار فى الدار وفى الأسفار يا يعود بقبض الريح يا يغيب يجوعنا
دالنهر عنكم قال .. يا ما حكايا طوال يا صابحى كيف الحال.. جرحك بيوجعنا
المغنى شيلنا هموم الطين زرعنا فى الشطين الصبر خيل راكبين والصبح مطلعنا ..
الكورس: نسبق هبوب الريح ونصاحب المجاريح الشعر مش تراويح دالدم له معنى سمعنا عينى ياليل سفر النهار والليل خدنا لدروب الليل خفف مواجعنا ..
المغنى: ولا حد شافنى وانا ع الشط طفل صغير يجرى ف يراح الغابات والشمس والأساطير اقاسم الطير رغيفة وأشاركه فى الأعشاش وأنام على صدر طيب زى امى فقير ...
ورق الشجر يا ما قال له والحطب والناس عن سيف جدوده اللى بينبت بارود ورصاص ودموع رجال دمهم خلق المكن والفاس عن موجة النهر حين يرحل حزين للبحر مهموم بدم الفقارى ف سترة الحراس ..
المغنى: وياما ليه حكى لى الصخر والأشجار .. عن الولاد اليتامى فى بيوت تاكلها النار عن جوع غيطان الفقارى فى موسم الأمطار عن امهاتنا السبايا بيحلموا بالدار وعن اللى هاجروا ورحلوا للجبل ثوار عن دم فوق المكاتب ودم فى الاشعار وعن شعوب بالخناجر بتموت وبالأسرار وشعوب تموت بالإهانة فى بطون تجار ...!!
(يتجسد الموقف من أوهام الحلم وتتشرق شمس الرؤية من غيم الفكرة)
ويوم تبقى شاعر وتفهم .. إن الحياة والبشر أروع من الأشعار وان الكلام والفن والمزيكة ما خضروا أشجار .. حين تبقى شاعر وتقدر وانت اللى ممتد مثل البحر والصحرا وانت اللى مثل الجبل والشمس والأنهار غنى بهدير الحياة فى ساحة الشعرا . حين تبقى شاعر وتقدر وانت كبير الأكابر ملهم الأشعار صوتك فى كل الحناجر قلبك مراية المشاعر ... قلمك دليل السافر عاشق المسافات حين تبقى شاعر وتقدر ... وانت المغنى الوحيد .. الفرد .. والمفرد .. تلم كافة عطايا الشعر فى كفك طوبة من الطين .. تعلى بها عتب وجدار حين تبقى شاعر وتقبل .. توهب قصايدك .. حياتك .. مقتلك .. موهبتك .. لعجوز من الشعب امى وتكشف الإسرار وبكل نبل وبساطة .. تصبح نفر ... فرد .. فى مجموعة مجهولة من الثوار ..
المغنى: لا اسم لا ابهة ولا عيشة مرتاحة ولا شهوة للمغنمة ولا توهه ولا راحة فى الشعر لازم حتبقى .. المغنى وفى الحياة تبقى ابقى بالشعر لابد تبقى.
المغنى: وبالبشر تبقى ابقى وف كل مفرق وملقى حتلاقى اجوع .. وأشقى تلاقى اجهل وأفقر لكنه افصح وارقى وصحيح حتفضل أقل لكن حتفضل بالأكيد أفضل ..
المغنى: لك الزمان والمكان تظل شاعر وقادر .. انك تعيش إنسان .. !
الجزء الثانى:
"وفى يوم نابض بالأحلام الإنسانية اقبل إلى جواد برى لاضم خطاى الدئبية إلى خطى الانسان"
تاخدك خطاوى الأمل للدنيا عرض وطول تتفتح لك أبواب الدور والليل المكروش الأنفاس يكشف لك سره المجهول تتفتح لك كل قلوب الناس .. تحميك تخفيك .. تعمى عنك طوابير العسكر وعيون الحراس.
المغنى: لك الزمان والمكان.. وتظل شاعر وقادر انك تعيش إنسان تتفجر أشواق الأرض لصوتك يتفجر قلبك أحزان لما تصاحب رحلات تراحيل الفقرا فى كل مكان .. الشغيلة زنوج الغابة .. وهنود الريف الرعيان والحدادين الخفارين نجارين طنابير الميه فى كافةعزب الأوطان.
المغنى: كرهت جوع الفقارى وذلة الإنسان .. لحم البشر فوق لارصفة عريان أكوام من البؤس تتكوم على أكوام من البؤس تتكوم على أكوام الفرش شوك ... والغطا آهات الم ودموع .... شفت الشوارع بتطرح فى المداين جوع ... وغيطان خصيبة بترمى فى المواسم جوع وعزب كفور بؤس تتعرش بضل الجوع ودموع ودم العيال .. فوق كل ساحل بتسفحها خطى التجار والعسكر...
كورس: تماثيل ومجد ورايات كهان ديانات خفية ونجوم بتضوى ف ساحات شاربه دماء الضحية والأرض بؤس وموات وحشية لا إنسانية بيوت دعارة وبارات بتغنى للحرية ..
ومبانى حكم ومجالس شعب منتخبة من الحاكمين .. تقنن القوانين تحدف مراكب على كل الموانى طاعون تجلب معاها المرض والموت وبذر الفقر .. وتعود وترحل بلولى البحر والبترول تضوى منازل أوروبا وتناطح العمارات فى امريكا الشمالية عروش الرب وهنا وهناك.. على جميع الشطوط الصفرا والسودا وخليطة اللون .. فى كل يوم بعد يوم .. تعلا معابد حديد الصلب والافيون .. ويرتل الكهان ويؤلف الكتبة أرباب الصحف والشعر .. ويقدموا البرهان .. يجمع لغات الرب والأديان صلا وتسابيح .. لإله كثيب الوجه وحشى الملامح له فى السياسة بيتكلم بألف لسان .. يملك جميع الخزاين فى بنوك الأرض يقيدوا له نار المحارق يجلد دابغه الشقا ومنشفاه الريح ويقدموا له ف إيمان .. لحم البشر .. قربان ...
المغنى: وبتسألونى فين غناوى الحب اللى وعدت الحلوة بيها زمان طب يعمل إيه شاعر جريح القلب فوق سن قلمه مزهر عشق للإنسان.
كورس: لو تبقى شاعر وتسقى بالعرق غيطك وتحس كيف الأغانى تساعد الشقيان أو تبقى شاعر تحس الدنيا دى بيتك ولك صحاب ياما من كافة جميع ألوان أو تبقى شاعر وتوهب للشعوب صوتك وتحس فى نبض وطنك كافة الأوطان أو تبقى شاعر وتصبح ثورتك فوتك ولك رفاقه وشهدا على امتداد المكان أو تبقى شاعر وتختار كيف يكون موتك حيتنه شعرك منارة فى كافة الأزمان ...
واخترت من بدرى ما ساومت ما اتأخرت ولا فى غيام السكك شوق للأمان احترت جهزة بأقلامى غيط الفلاحين للحرت ورصفت ويا الحجارين الصخر والاسفلت .. غنت قصايدى جموع الشغالين فى القصر شيلى بتفتح بقوة بوابات العصر ...
حلمت أشوف الوطن كيف يا فقير قدرت
المغنى: ورجعت لك تانى من تانى يا بلدنا ياما كنت شايل فوق لسانى أغانى وفوق رموشى أمانى وحلم كله معانى .. ورجعت لك من تانى من تانى يا بلدنا .. لا عنيه عينى ولا لسانى بقى لسانى .. عيونى تنزف دما على طفل أسبانى ولسانى يصرخ وحزنى يهز وجدانى ... كل البلاد فى بلدنا .. !
كان الرجال الفلاحين راجعين يوم الحصيدة بالكفوف خاليين وحجارين الطرق والعتالين خايفين والسود كما دود بيحبى فى جحور الطين والارض حفرا وجفرا... حلق المناجم بيبلع فى رجال مرضى بيسكروا للدجى وبيشقوا حتى الفجر شفت الهنود ميتين وبيرقصوا فى المحارق والنجارين فى ساحة الأعدام بيجهزوا فى المشانق .. والصيادين غرقانين فى بحر م الأكاذيب والحدادين مصلوبين فى نار اتون الفقر والكل كانوا عساكر بيموتوا بالغدر صحبه دفاع عن الأوطان عن روعة الجمهورية .. وعزة السلطان .. وسط الرايات الحرير ومواكب الصلبان ... لجلن ما تضوى أميركا بشعلة الحرية .. ويهتف الخلق من كافة بلاد الناس.. يسفوا نعل الوطا لكن بكل حماس .. ويرتلوا الأناشيد البنتاجون ربنا .. منه وليه الأمر .!
ويضيعوا صحبه فى بحار الخمر والأوهام...
كورس: نسوان ملو النوادى وعيال ملو الرصيف دستورك يا بلادى ما دمت أنا الضعيف بدمى اغسل ذنوبى وعارك المخيف مكتوب اشق قلبى وافرقه رغيف.
(يتجسد الليندى صوتا وصورة تجسيدا للحلم المبتور .. طائر بلا أجنحة)
لكل واحد عمل ولكل كلمة وظيفة ولكل طفلة كتاب ولكل شابة امل وقلم فى ايد كل شاب ولكل أم حقوق فى بيت ولقمة شريفة شيلى بترجع شباب تحلم بشمس النصر.
المغنى: وهات ايدك قوم واطلع معايا من البؤس إللى مقسوم للعبيد من الفقر الأليم قوم مسد ايدك وشوف الشمس طالعة من بعيد خلاص مش راح تعود تانى لقيدك ولا حتجف روحك فى الحديد وحتموت قهرتك وأيام عذابك ويخضر ف خطاك وطنى الجديد.
(يموج الشارع الفقير بالحلم .. وترعد بروق الثورة المنتظرة .. الشعب يهتف ويعرق وشيلى فوق أيدى الشغيلة زهرة حمراء تعصف بها الريح)
المغنى: بلدى الفقيرة فى ساعة تتشمس تأخذ على صدرها الشغيلة .. يرتاحوا تشاركهم اللقمة حاف .. بالحلم بتغمس بتبسم المحزون .. ويشوف بعين الأمل صبحية افراحه وف ساعة الشغل بلدى بتخلق الأحلام .. وفوق شطوط المحيط وسط النجوم بتنام على جبينها تيجان التلج والأساطير .. وبين نهودها يطير ويحط طير الرعد وتحت رجليها تتمد الطريق ... بالوعد .. وعلى رموشها يموت الامس ... وجراحه .. وطنى بتعرق تراحيلة شجر وزتون .. وطنى بيطرح نخيلة كفوف صنايعية وطنى بتحلب غيطانه شهدا ومداخن وطنى .. بتحبل نساه.. شغيلة ومدارس...
ويوماتى وطنى يهل .. ساعة يحل .. مساه .. يحضر ووياه .. معاناة الشتا والصيف ..
المعنى: يرقق الليل أغانى فى المدن والريف يقعد ويفرد مناديل الطعام والحب ويقاسم الفقراء حصة بكره .. نص رغيف ... وقصيدة من تبر .. لولى .. وتوب فواعليه .. ويا المواسم تزهر بلدى بالقدرة .. الأرض تحبل بعيش القمح والينسون.. والبحر يفرد مداين قلبه للشعرا .. ينشد نشيد الجبل يهدم حدود وسجون . الغابة تفرد ترانيم الأمل خضره شيلى .. بتبنى اشتراكية بقانون الغرب .. كون يا امل ... فيكون !!!
(تتجمع خيوط المؤامرة .. اذرع الأخطبوط شيئا فشيئا ويزحف طوفان الأقدام الخرساء يهرس الزهرة ويقتل الضحكات)
المعنى: وينسى البعض أن الشعب قادر ولكن الظلام فى الغرب أقدر بكيت الأندلس فوق قبر شاعر نده لك يا شقيق الروح تذكر .. تقيد الشمس فى الصباح البيادر ولما تغيب يصير الكدب أمكر فلا تآمن لكابات العساكر إذا ما كرهوا صوت الشعب يكبر ولا تآمن لكاهن أصله تاجر بكاسات من ندور الدم يسكر ولا تضعف دا جوع الحكم كافر إذا ما فكر الدولار ودبر يبيع الأب ابنه عبد فاجر ويشنق اخوه ما دام القصر يعمر وتعلا الضحكة فوق شفة اميركا ساعة ما يشق قلبك .. حد خنجر . !!
(تنفجر المؤامرة .. ويزحف ظلام الانقلاب الاعتقالات ... الدم حرائق الكتب والموت)
اغنية عاطفية لإثارة احزان المتفرج !!
(شيل فتاة الشاعر الحزينة منتهكة الساحة .. محلولة الضفائر .. بعد أن قطعوا يدى حبيها وقلتوا فتاها)
غناء : آه .... آه ....... يا وشها القمر ياعودها خرزان .. يا قلبها الأمير يا شعرها الحصان ... م الشغل تروح تقابل حبيبها ع الرصيف تشيل عنه المشاغل وتقاسمه فى الرغيف ويوماتى يروحوا صحبه ... وصحبه يروحوا فقرا غناى محبة .. بالشعر بيفرحوا ..
حرقوا .. كتب حبيبها قطعوا لسان حبيبها قتلوا أشعار حبيبها سال دمه فى المطر آه.... ويا عينى ع القمر .. يا قلبى ع الحصان وحدانى فى السفر فى رحلة الزمان الخوف على الرصيف صار للغرام بديل وتنام عين الصبية تحلم تلقى الدليل .
لا .. الليل حيتنه ليل ولا النهار نها .. لكن الطريق طويل وباطول الانتظار فى وحشة الرصيف ..!.
الجزء الثالث
"لقد أتيت لانطلق بفمكم الميت ... فوحدوا عبر الأرض، الجمع الشتيت جمع الشفاه الصامتة .. هلموا إلى عروقى وفمى .. انطلقوا بأقوالى ودمى .. !"
المغنى: بابلونيردوا أنا كنت مرة .. أنا اكنت مرة وعشت فى برلين .. أنا كنت فى مدريد فى روما فى أثينا.. أنا كنت مرة وعشت فى طهران أنا كنت فى لشبونة ..
المغنى : أنا كنت مرة وعشبت فى سنتياجو.. وسط الكنايس والشجر والورد كان بيتى اسمه منزل الأزهار وعمر بابه .. ما اتقفل على حد فاكر يا إللنيدى .. فاكر .. يا راؤول فاكريا فدريكو ..
أنا لسه فاكر شبابيكه فاكر حوشه والشرفه يوم اختنق زهر للكلام والشعر فى شفايفك فى يونيه كنا .... والا فى سبتمبر بعينى وبقلبى شايفك .. قايم من القبر تستقبل فى شوق لاخوات .. وكإننا ف صبحية أعيادنا .. وميعادنا ويا النبيت والشعر والأصحاب ..
المغنى: كان بيتى اسمه منزل الأزهار وعمر بابه .. ما اتقفل على حد .. كان بيتى اسمه منزل الأزهار كان فيه كلاب بتلاعب الأولاد؟
كلاب كأى كلاب ؟ يتنططوا ع السور وع الأبواب .. ويهوهوا فرحانين ساعين يهل أصحاب وولاد كأى ولاد؟ بيفرحوا لما يهل العيد ويجروا ويزعقوا لو يسمعوا المزيكة والزغاريد وكانوا حين يتخانقوا؟.. بيجولى احكم ما بينهم يرجعوا اخوات .
ولما كانوا يفرحوا ؟ يحكولى .. ولما كانوا يزعلوا يشكولى ويطلبونى ف أى وقت وميعاد .. احكى لهم الحكايات ...
المغنى : كان بيتى اسمه منزل الأزهار وعمر بابه.. ما اتقفل على حد .. وفى يوم مع الصبح قادت فى الجميع النار . فى الشرفة . فى الشبابيك فى زهرة الراهب ..
المغنى: فى الكراسات فى الكتب فى الناس. وفى الأشعار شرع البارود والرصاص شرع البرابرة قتالين الشعرا والأطفال خدام مقام الرأسمال الرب.. فين ما تولوا وجهكم للغرب من كفكم تتفجر الأهوال ...
المغنى: وسال فى كل الشوارع .. ع الصبح دم العيال ... سلسال وسال ببساطة وكانه دم العيال.... وبتسألون فين غناوى الحب اللى وعدت الحلوة بيها زمان .. طب يعمل إيه شاعر مغنى وأب .. سال دم أطفاله على الرصفان .. كان بيتى اسمه منزل الأزهار وجم الكلاب اللى تكره ضحكه الأطفال وحشية فى توب جنرالات مسعورة داست الكلاب والولاد.. والشرفة والحكايات .. ودهست اللبن الحليب والشعر .. وهرست البندورة والأفكار .. رقصت على الدم نشوانه ومنصوره .. فرحانة سجنت حروف الشعر .. والثوار...
(المنزل على شاطئ المحيط .. وكلمات التحية الأخيرة للشاعر المسبحى وسط مكتبته المحطمة)
المغنى: وبتسألونى فين غناوى الحب .. اللى وعدت الحلوة بيها زمان . طب يعمل إيه شاعر مغنى وأب .. كانت فى أحلام بلاده كافة الأوطان ..!
(الأصوات المتعددة فى البد الواحد تعود مرة أخرى إلى التشكيل الأول ذى الأبعاد الثلاثة)
باحب بلدى ينتياجو ف شيلى وباعشق الحى القديم فى اثينا .. واحب اتخيل فى ليل القدس طعم المدينة القديمة واحلم بشارع بواكى فى جنوب طهران على الشمال منه دهليز رطب فيه رونيو واتمنى اشوف السوق فى جاكارتا ز. حين يصبحوا الصبح يوماتى يلقوا المنشورات ع الحيطان واتمنى أجيب من يافا صورة العدرا ومن فينيسيا اشترى بيكاسو ..
واقعد على القهوة فى باريس .. واتصور واناقش الطلبة ف شئون الكون وارجع لمدريد اغنى غنوة الأنصار واسمع لكونشرتو الكمان فى فيينا واكل فى دلهى الكارى .. والأناناس .. واتمشى فى الخرطوم فى ليل قمرى وباصبيه .. سهرية العود.. تحكى لى عن محجوب ..
واسهر لحد الصبح فى الأزهر .. واركب خيول الرياح فى الغرب من كلورادو واتوه فى أفريقيا فى قرى مجهولة طبول زنوجها داقت الحرية واطلع جبل فى بوليفيا طلعة جيفارا كان ياما نفسى ياما كان نفسى حاجات كتير .. رحلات كتير .. اشعار لكن أنا ممنوع من التجوال ... على كل بوابة جنرال بالحديد والنار يمنع خروج الشعرا وبيشنق الأشعار...
المغنى: وف كل أرض قتيل وكل مدينة كان صاحبى يا إما راقد فى حفره يا إما فى السجن أو فى المنفى بيستنى فراش النار .. ودى حقيقة السبب فى إنى ما قدرتش اشاركو طبق الرز والحرية فى فيتنام ولا اغنى اغانى لوركا فى لشبونة ..
ولا اهدى موال محبة .. لطفل وادى النيل ... موسم حصادنا السنة دى .. كان يخيل وعويل .. وسنتنا كانت مريره .. وأمر منها حقيقة انى صرت قتيل ..!
المغنى: بابلونيرودا .. افجر لسه بعيد بعيد .. اسبانيا فى ايدين العبيد وإيران اسيرة فى الحديد واندونيسيا الأم فى الغابات حزينة....
(يشرق وجه الشهيد ويقوم ممتلئا بشهوة إعادة الاكتشاف وإعادة التكوين...)
وعشان كده ... مش ح استقيل .. وف لحظة الرؤية الأخيرة باعلن بإنى دفاع عن الوطن الجريح واقف اموت .. رافع فى أيدى مدفعى وسيفى الضعيف .. يمكن مع النفس الأخير اقدر بموتى ودمى اقيد نجمة ف سما ليلنا الطويل ... توعد عيالك تانى يا وطنى الفقير .. بالحلم بكره يدق متحفى على أبواب البيوت ..!!
المغنى: يا نص لتر من اللبن ع الصبح للطفل الفقير يا نص غنيوه ورغيف يا نص شبر من الوطن .. يا نص بيت .. يا نص كلمة حب لجل الأمهات الشقيانات .. الحلم مات .. الليندى مات .. فيرودا مات ..
تصفر اكاليل الخيانة فوق رؤوس الجنرالات الموت بيزحف فى الحارات .. يحرش غناوى الشغالين يقطع ايدين الفنانين يقتل غناوى الأمهات..
المغنى: الليندى مات .. والمسئولين ... لسو حرير القفازات عقدوا رباط الببيونات.. واتبادلوا نحب المقتولين ...
المغنى: الدم طافح فى الكاسات.. الدم قاطع فى العجين بيلالى جمره ع الكابات .. يصفر عار فوق الجبين الليندى مات .. مين بعده مين .. مين بعده مين ؟!!
(على قدر حزن لحظة الصلب تكون صحوة القيامة)
لكنى يا اصحابى باموت. .مؤمن بأرضى وشعبها مؤمن بطلعة فجرها الحر الصديق .. بمكن تكن الخطوة تاهت فى الطريق يمكن يكون عز الرفيق وسط الخطر .. لكنى فى اللحظة الأخيرة .. عرفت فين كان الخطأ .. بالنسبة ليه الوقت فات لكنى مؤمن باللى جاى كما كنت مؤمن باللى فات.. وباشوف على رموشى اللى بتحضن على حزن الحارات تخضر ملايين الرايات ..
وبتعلا وترفرف على طنى الحزين .. ونا كتار .. ناس غيرنا ياما .. ناس كتير ... عشرات ألوف الملايين من كل مينا .. كل مصنع ... كل دار بيزققوا طيرا الأسير.. بيطيروه تانى ف صباح وطنى الكبير .. ويفجروا تانى ف صباح وطنى الكبير .. ويفجروا الليل العسير .. الكرب .. يتولد النهار !!
(أصوات الأبعاد الثلاثة الأولى .. حيث تعود الوحدة الأبدية بين العناصر.. النار والماء والأرض .. وتتجسد لحظة التكوين المستمرة .. وصراع الحياة نحو إعادة التكوين)
المغنى: وتعالوا ياللى انتو ضحكة شعبنا الجاية .. حطوا ايديكو ف ايديه .. يا مخضرين البرارى بكفكوا الراجف يا مونسين المراعى يا دفا البرية .. واشرف ما فيكو بينقل خطوته خايف يا نساجين غزالين القطن والكتان واعز ولادكو... راحل فى الزمن عريان يا خزافين الأوانى ياحدادين لأفران يا حمالين الموانى .. يا شرابين الهوان ز.
حطو ايديكو ف ايديه جمعوا الآلام.. "دا دم والا عصير الحزن والأيام !!؟"
صوت (1): عروا جسدكوا الممزع بالحبال والسوط
صوت (2): قوموا اكشفوا جلدكو المدبوغ بلون الموت
صوت (3): قوموا ازعقوا واصرخوا.. قولوا بعزم الصوت ..
كورس (1): هنا انضربنا .. وعلى الحجر ده اترمينا للسما تلهلبنا ..
كورس (2): وفوق الخشب ده انصلبنا ..
كورس (3): وفى السراديب دى ضعنا يا واتعذبنا ..
المغنى: حطوا ايديكو ف ايديه أنا مش مسيح الفدا جاى افتدى البشرية ولا كنت وحدى الضحية حطت طيور الخيانة فوق سطوح الدار ريح الالم إعصار لكن الأمل تضحية خلو ازناد العذاب يقدح شرار الحقيقة مدوا خطاوى الوطن فوق ضهركو المجلود.. قيدو الشموع العتيقة .. لجلن تشوف الشعوب على ضيها المهدود كيف فوق ايدين الفيسا الغرقانين فى الدم بتنطق الكلمة تانى .. وتزهر البندقية ...
ما عاد كلام له عورة ولا شعر باقية له عزوة ولا شعر باقية له عزوه .. املى دوايتك يا شاعر .. من بحر دم المشاعر .. وطنى رقاب محزورة .. والحق تلزم له قوة ..
وإن كنت صادق حتقدر ساعتين تغنى يا شاعر تخللى كل الحناجر تصبح بنادق خناجر ..
المغنى : وف كل حتة خطاوينا تصحى الأرض وف كل رفة زمن نبنى بيوت وجسور يعلا عليها شجرنا ترف أعلامنا .. بعد الحريق الغابات بتوج بالخضرة واكم تخلف ليالينا عيال شعرا .. ومكان ما يرحل مغنى يغنى ميت عصفور
كورس (1): خضرنا غيط البرارى عمره ما حيبرر
كورس (2): وآدى المصانع بايدنا للأبد حتدور نملى الشوارع ونمشى .. وننزل المنجم طول ما عروق الدهب والفحم ليها جدور
كورث (3): ونعيش ونرمى الشبك مركب ورا مركب عدد الشطوط ما تلاقى ريح وموج وبحور.
ختام على لحن مصرى
أنا اكتب للشعب .. رغم أنه لا يستطيع أن يقرأ شعرى بعيونه الهلكى .. فستانى اللحظة التى يبلغ فيها اسماه .. سطر هو الريح التى تزلزل حياتى .. عندئذ سيرفع الفلاح الساذج عينيه وسيبسم عامل المنجم وهو يكسر الأحجار وسيتمل الصياد الألق النابض . انق السمكة التى ستحرق يديه .. وربما قالوا جميعا .. لقد كان رفيقا لنا ..!
المغنى: ويا وطنى تدوم للدنيا سيرتك ودام اسمك يضوى فى الليالى .. باشوف وردك على خدين حبيبتى وابوسك لما ابوسها فى خيالى عيالك فرحتى وقمر طفولتى وغيطك لقمة أيامى الخوالى وانطق غنوتك تتفك ضيقتى واغنى فرحتك تكبر عيالى...
واغرق فى حواريك الفقيرة اشوفها بكرة فى التوب الملالى واشوفها بكرة فى التوب الملالى واشوفك من ليالى القهر طالع يبرق فى ايديك سيف الهلالى تدوم وتكون لنا وساعة تنادى تلاقينا فى حبك لا نبالى بقاس الفلاحين نوصل مسيرتك وبالشغيلة نعليك للعلالى ولجل تكون لفقرا الأرض جنة وتبقى ليه ابويا وتبقى خالى عليك بالسيف وخطى الوقت وقتك ودوس رأس العميل ابن الموالى فى ضى السيف تشوف السكة واضحة ولا تحتار ما بين حق وضلالى .. وان كنت شاعر وتقدر تبقى للآخر بالرغم م السجن والمنفى والتجريدة .. والأحكام .. وف عز ليل الظلام الظالم العاى تقدر على الأحلام ..
المغنى: تحدف بعينك وتسامح صبحك الآتى .. وتغنى نفس الأغانى ف ساحة الإعدام .. لازما نشيلك فى نن القلب اوطانك تحميك بلادك .. وتلقى نفسك فى أولادك الحلم الأبدى اللى استنوه على جمر النار اجدادك ..
المغنى: وحتفضل أكثر من سبحانك حرية وحتفضل أقوى من جلادك حتى وانت ف قبرك ذاك المجهول .. تفضل اغنى منهم .. احلام .. وحياة .. يكفيك انك راح يفتكرك راعى معيز فى جبال الاند .. بيلاقى اللقمة بشق النفس وأما بيسهر .. يحكى عنك لأولاده ..
ويغنى بلسانك زيى .. غينوة حب قديمة لأجداده .. يكفيك انك راح يحلف بيك الفلاح ساعة ما يلم بواقى سنابل ..
ارضه الفقرا .. يكفيك انك راح يناديك الملاح .. لما تحاصره فى وسط الإعصار الريح ... يكفيك أن يسمى عمال النترات ...أولادهم على اسمك .. وان ف كل بيوت الناس اللى معمرها الحب بتونس ليل المشتاقين .. ساعة ما يبصوا لرسمك .. يكفيك انك لما حتكون الساعة .. وتقوم حتكون غنيوة على لسان العمال.. شعارات فوق جدران الكليات .. أناشيد فى طوابير التلاميذ .. يكفيك انك فى كل مظاهرة معانا حهتف .. وف كل مسيرة حتخطب فى الثوار ..
يكفيك ..انك فى كل معار كنا الجاية .. حيسيل دمك ويا دمانا .. على كل المتاريس .. وانك حتكون موجود فى نهار النصر .. فى كل بلاد الدنيا وف كل الأشعار .!
المغنى: ويا بحر ما احناش غلابة .. مع إننا صيادين .. وفلاحين شغالين .. نهشت حياتنا الديابة .. .. يا صلب طول السنين .. وجميعتنا العواصف والغربة فى الزنازين .. تدهنا هوج العواصف ابدين تساند ايدين نحفر سويا الخنادق .. ونشيل سويا البنادق .. علشان فى حرية نبنى .. الجنة للشغالين .. وعشان ولادنا تلاقى ... سمك الأمانى يوماتى .. والسنبلة الدهبية .. لما نفجر صبحنا الآتى.. بالعدل والحرية !!!
"...........
ما كتبهاش أنا وحدى .. لكنه كان ويايا . الشاعر اللى عوينه وشعره كان المراية .. فى الحزن خفف أسايا .. فى البرد كان لى غطايا .. فى السجن كان الأمانى . وموته كان .. الهداية ... !".
سمير عبد الباقى ..